لغة الامثال في الكتاب المقدس : مثل حبة الخردل



ذكر في الانجيل المقدس هذا المثل : ( بماذا نشبه ملكوت الله او باي مثل نمثله؟ مثل حبة خردل متى زرعت في الارض فهي اصغر جميع البزور التي على الارض. ولكن متى زرعت تطلع وتصير اكبر جميع البقول وتصنع اغصانا كبيرة حتى تستطيع طيور السماء ان تتاوى تحت ظلها ) ان دعوة المسيح له المجد حين يبزغ فجرها فانها تكون مستضعفة ومستصغرة في عيون عموم الناس لان اتباعها هم الرجال البسطاء المتواضعين غير المعروفين بالعلم او الجاه او الملك حيث انهم من ابسط طبقات المجتمع وقد شهدنا في المجيء الاول ان تلامذة المسيح الأوائل كانوا اما صيادي سمك او جباة ضرائب او غيرها من المهن البسيطة المتواضعة ولكنهم بايمانهم غيروا العالم واداروا دفة الأمور حين نشروا دعوة المسيح وكرزوا بها الى كل انحاء الكرة الأرضية ، ولهذا نرى ان معنى حبة الخردل البسيطة تتجلى بشكل واضح في المجيء الأول وسيعاد ويتكرر مرة اخرى في عصر المجيء الثاني حيث تنطلق دعوة المسيح العائد بنفس الكيفية ويكون اوائل المصدقين بالمسيح في عودته الثانية الى الأرض هم ابسط الناس واقلهم شاناً بنظر المجتمع ولكنهم في نظر السماء هم اعظم الناس ايماناً واكثرهم عزيمة على تغيير العالم واقامة مملكة الرب الموعودة ، وسيستهزأ العالم بهم حين يسمع دعوتهم المباركة وكرازتهم التي يصدحون بها في كل الأرض ويراهم الناس انهم اضعف من ان يحدثوا تغيير في العالم او يقلبوا الطاولة على الطغاة في الحكومات الظالمة المتغطرسة ، ولكن الرب بمشيئته وقدرته سوف ينصرهم ويؤيدهم فيحققون حلم القديسين والانبياء ويقيمون مملكته المرتقبة وتنعم كل الشعوب المنسحقة بثمار هذه الدعوة المباركة وهذا المشهد مناظر لقصة المثل الذي نتحدث عنه حيث يستضل المنسحقين والمظلومين تحت ظل شجرة المسيح العادلة التي نشرت المحبة والسلام في ربوع الأرض وقضت على الظلم والجور الى الأبد ، وان الانسان الذي يزرع محبة الرب في قلبه ويسقي بذورها بالمعين الصافي الذي مصدره الانجيل وصايا المسيح في الكتاب المقدس فان ثمار هذا الانسان ستجنيها كل الشعوب وتتذوق حلاوة تعبها طوال سنوات بعد ان ذاق العالم مرارة حكم الظالمين وتسلطهم .


 من فكرالمسيح العائد



0 التعليقات: